فارس في زمن الجبناء!
فراج إسماعيل : بتاريخ 2 - 5 - 2007
أسوأ أيام حياتي لأن رجلا دخل السجن بسبب عمل تطوعي رياضي. كنت أخشى على الأخ المستشار مرتضى منصور من شئ سيئ، لكن لم يدر في خلدي إطلاقا أن يكون مصيره السجن ثلاث سنوات في قضية قذف وسب.
أمر بديهي أننا لا نقول رأيا في أحكام القضاء، ولا نعلق عليها.. هذا تعلمناه في أبجديات العمل الصحفي وما يفرضه القانون على الجميع، لكني اتكلم من زاوية انسانية ومنطقية، فمرتضى ليس معارضا سياسيا ولا ضحية قضية رأي، أي أنه ليس من أولئك الذين نطلق عليهم مصطلح "سجناء الضمير".
مجرد رئيس ناد منتخب من الجمعية العمومية، له صوته العالي في الشأن الرياضي، وهو شأن ترفيهي نقضي فيه أوقات فراغنا، نختلف فيه وربما نتصارع في ساحته على العمل التطوعي الذي يأخذ ولا يعطي، لكن أبدا لا يمكن أن يصل لتغييب رجل عن أسرته وحرمانه من حريته.
لا يمكنني أن اتوقع ماذا يمكن أن يحصل لهذا الرجل خلال سنوات حبسه، وما يمكن أن يحدث لأسرته التي أظنها الآن تكره الكرة وسيرتها وكل من يجري لها أو يشاهدها. لو عاد بها الزمن إلى الوراء لمنعت عائلها من د*** أي ناد كرة حتى لمجرد الجري والتريض، فأعشاش الدبابير لم تترك مكانا إلا استوطنت فيه.
لم يعد هناك فرق بين السياسة وبين جلد منفوخ بالهواء نتقاذفه بأيدينا وأرجلنا. أصبح الجد والتسلية وجهين لعملة واحدة. حتى الرأي الآخر في الرياضة يقود إلى السجن والحرمان من حق الحياة الطبيعية.. ما هذا الواقع المرير الذي نعيشه ؟!
أكره الضعف وأكره مشاعره.. دموعي عزيزة جدا. لكنها رغما عني سقطت بالأمس حين قرأت خبر حبس مرتضى منصور، فما حدث تراجع كبير لمستوى حقوق الانسان والحريات. من المعتاد أن نرى سجناء رأي، لكن أن يصل الأمر للرياضة ولما نعتقد أنه ترف نمارسه في أوقات الفراغ.. فهذه مشكلة كبيرة لمصر كلها.
ليت مرتضى منصور اقتنع بنصائح من نصحه فابتعد عن الزمالك ودبابيره.. ليته انتبه لأسرته وحياته، بدلا من الخوض في أمواج عاتية ودوامات لا يستطيع أحد مقاومتها. ليته حمد ربه وقبل يده "وش وظهر" عندما طردوه من الزمالك، فقد كان ذلك يكفيه ليدرك الحقيقة.
لكنه صمم أن يمتطي صهوة حصانه في زمن لا مكان فيه للفرسان. أبى إلا أن يقول كلمته بشجاعة ويمضي، في بلد يصعد فيه الجبناء والمنافقون والمدلسون.
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...Page=14&Part=3