زمن الظلم والأذلاء والخانعين!

فراج إسماعيل : بتاريخ 19 - 3 - 2007
تطورت الأمور بصورة درامية في الزمالك بعد الخروج الأفريقي، فمن جانب حصل مرتضى منصور على حكم قضائي يبطل الغاء عضويته في كل من الأهلي والزمالك، ومن جانب آخر قام مجلس الإدارة باقالة محمود سعد بعد أن اشتكى هنري ميشيل من اهانته أمام اللاعبين.
الهزائم تفجر الصفيح الساخن.. والقريبون من النادي الأبيض يقولون إن الأمور لم تكن على ما يرام بين سعد وميشيل، فالأول يريد السيطرة على مقاليد الأمور، ووقع أكثر من صدام بينه وبين اللاعبين في الفترة الأخيرة.
والثاني لم يتحمل ذلك، ووصلت الأمور عنده إلى نقطة الانفجار بعد صدام بينهما حصل في تدريب أمس، توجه على أثره إلى مجلس الادارة مهددا بالاستقالة أو اقالة محمود سعد.. ثم حدث ما حدث.
اما المستشار مرتضى منصور فيقال إنه تحت التحفظ الآن بعد مشاجرة بينه وبين القاضي الذي حكم بصحة قرار وزير الرياضة السابق ممدوح البلتاجي بحل مجلس الادارة المنتخب وتعيين مجلس بديل بقيادة الزميل الصحفي مرسي عطالله.
سمعته أمس يتحدث بروح معنوية عالية في قناة المحور بعد أن أعيدت له عضويته المسلوبة، وكان يستعد للاحتفال بذلك مع أنصاره في نادي الزمالك يوم الخميس القادم. ثم طيرت لنا الوكالات خبر التحفظ الأمني عليه ونقله إلى المستشفى بعد إصابته بنوبة قلبية.. شفاه الله.
حاولت الاتصال على هاتفه المتحرك للاطمئنان عليه ولكن لا مجيب. ندعو الله أن يرده سالما لأسرته ومجتمعه وناديه، فهو قيمة كبيرة.. لا يستسلم في البحث عن حق ضائع. رجل نزيه لا تشوب ذمته أي شائبة، ولم يتهم يوما بالسرقة أو الرشوة أو الفساد.
مشكلته أنه مقاتل شرس من أجل حقه وحق ناديه وذلك يعرضه للهجوم والتنكيل والبذاءات من مافيا الفساد التي لم تترك الرياضة للرياضيين، واستباحت لنفسها أن تسمم الأجواء وتطلق مراحيض السرقة والفجور والنهب، فلا نشم إلا العفن، ولا نسمع إلا للأذلاء ولا نقرأ إلا للخانعين المتأرنبين!
مرتضى منصور ضحية مؤامرات كثيرة.. ولا أدري هل كان أمس ضحية لمؤامرة أخرى مثل "الحذاء" الذي داسوا به على الشرف والحقيقة والمروءة!.. إذن فليذهب الشرفاء ومن يسير على دربهم، ولنقضي بقية حياتنا وسط جوقة المتسلقين المأجورين، تخرج من أفواههم كلمات السوء!
نصحتك يوما مرتضى أن تنعزل وأن تلوذ بمكتبك.. فنحن في بلد الفاسد فيها طليق الصراح، وأقوى مليون مرة من الشرفاء أمثالك. هذا له مطبلون ومزمرون، وجوقة سلطان تحيط به وتحميه، ومغفلون يهتفون له مع أنه يراودهم على أنفسهم طول الوقت ويسرق شرفهم وكرامتهم ثم يتركهم يبولون كلماتهم البذيئة على كل حر شريف كريم!
لكنك عنيد.. لم تستمع للنصيحة.. أبيت أن تريح نفسك وأسرتك وأن لا تستسلم للظلم والطوفان والطغيان. قررت أن تستمر في القتال حتى لو أحاطتك الأسود التي لا تشبع من المال الحرام ولا ترتاح من نهش الأجساد التي سقطت في بئر الاحتياج والحرمان وأحرقت ستائرها وعريت حتى من ورق التوت!
لا أدري ماذا جرى معك أمس.. لكني توقعته بعد ان استمعت لتصريحك الذي تعلن فيه أن الزمالك الآن بلا مجلس ادارة لأن المجالس الثلاثة أصبحت لاغية بدءا من مجلسك ثم مجلس مرسى عطالله الذي انتهت مدته في ديسمبر الماضي، والمجلس الحالي الذي أصبح بالضرورة غير شرعي، وأنه يجب الدعوة لجمعية عمومية خلال 45 يوما.
القصة كلها أنك رجل قانون مقاتل لا تريد أن تترجل من على حصانك. وأن هذه كارثة كبرى لهم لن يمرروها.. هل فهمت الآن؟!